مرت قبل يومين الذكرى الثانية والخمسين لثورة مايو التى اطيح بها فى ثورة شعبية فى السادس من ابريل ١٩٨٨٥ ورغم زوالها ولكن مازال هناك عدد من المؤمنين بها درجوا على الاحتفال بها كل بطريقته الخاصة حتى اليوم، ان ثورة مايو التى جاءت فى الخامس والعشرين من مايو ١٩٦٩ كثورة تريد تغيير النظام الديمقراطي القائم وقتها او ما يسمى بالديمقراطية الثانية جاءت لازالة الفوضى التى ضربت اجزاء كثيرة من السودان بسبب الصراعات الحزبية، لذا وجدت الثورة فى بدايتها مناصرين خاصة من قبيلة اليسار وظلت مايو بقيادة الرئيس الراحل جعفر نميري وعدد من الضباط يقود البلاد بمشاركة عدد من المدنيين، قد اختار الرئيس نميري معاونيه بعناية فكان يتطلع الى حكم راشد بالبلاد لذا استفاد من الخبرات السودانية المختلفة من حملة الشهادات العليا، ومضت مايو فى طريقها كثورة ارادت ان تغير الافكار البالية والتنظيمات المحنطة فالتف حولها عدد كبير من المبدعين والشعراء والفنانيين وكتبت اجمل القصائد فيها مثل، “انت يامايو الخلاص ياجدارا من رصارص””
و”بالملايين قلناها نعم”، ويافارسنا وحارسنا بيتنا ومدارسنا” ، “ابعاج اخوي يا دراج المحن وغيرها من الاناشيد الوطنية والحماسية التي لم يجدها نظام حكم مر على البلاد، فقامت مايو بشق الطرق واقامة المصانع والمشاريع المتعددة لان الذين كانوا يقفون من خلفها علماء كل فى مجاله، وكان الرئيس نميري لا يجامل احد فكل من قصر فى واجبه عمل على اقالته فليس الصداقة او القرابة تشفع لهؤلاء الوزراء او المسؤولين،جاب نميري مناطق السودان المختلفة وحاول ان يجعل من السودان دولة اشبه بدول العالم الناهضة ولكن لم يتمكن من اقامة الكثير من مشاريعه لان المعارضة ضد حكمه كانت اقوى، فحزب الامة والاتحاديين والاسلاميين كانوا اشد عداء لحكمه نظرا للقبضة الحديدية التى منعت الحريات وكممت الافواه بالاضافة الى الاعتقالات لكل خصومه ان القبضة الحديدية خصمت من نظام الرئيس الراحل نميرى.
ان ثورة مايو التى ظل يردد النميرى بانها المنتصرة ابدا عجزت في النهاية عن مقاومة المعارضة ففتحت الباب للمصالحات فجاءت المصالحة الوطنية التى قادها الراحل الصادق المهدي والاسلاميين فهدات من عداء الاحزاب لها ولكن لم تستمر العلاقة( سمن على عسل) بين تلك الاحزاب ونظام مايو فقامت حركة محمد نور سعد وما يسمى بالمرتزقة، وظلت الانقلابات العسكرية من داخل القوات المسلحة اكبر من الحراك المدني فحاول نميري ان يمد من عمر نظامه باراقة الخمور فى مياه النيل معلنا تطبيق الشريعة الاسلامية ولكن حتى التطبيق لم ترض عنه الولايات المتحدة الامريكية ضاربة اخر كرت حاول ان يستخدمه للاستمرار فى حكمه، فدعته لزيارة الولايات المتحدة الامريكية ولكنها كانت تخطط لزوال نظامه وبالفعل سافر النميري الى امريكا ولم يعد منها وقد فارق نظامه الحكم الى الابد.
ان ثورة مايو جاءت بافكار ومشاريع امن بها الشباب والطلاب ولكن كعادة السودانيين الذين لا يريضهم العجب، فسقط النظام المايوي فى السادس من ابريل١٩٨٨٥، ولكن مازال هناك من يؤمن بمايو فكرا وحكما ومازالوا يحتفلون بها كلما مرت ذكراها.